معايير الجمال المرتفعة تصعّب الانتقاء في مسابقة مزاينة الإبل بموسم طانطان

معايير الجمال المرتفعة تصعّب الانتقاء في مسابقة مزاينة الإبل بموسم طانطان
محمد صالح اكليم - حليمة بنروان 29 يونيو 2024

تميز اليوم الثاني من فعاليات الدورة 17 من موسم طانطان بتنظيم مسابقتي "مزاينة الإبل " و" محالب النياق"، تبارى خلالها في ثلاثة أشواط عدد من الحقان والنياق، للظفر بجائزة أجمل حق" صغير الجمل "، وأسخى ضرع ناقة يدر مادة الحليب، احدى المواد الاساسية في تغذية اهل الصحراء، وذلك لتشجيع مربي الإبل على صون تراثهم والمحافظة على ارثهم المادي المتمثل في قطيع الإبل الذي يعد مصدر عيش الانسان الصحراوي وجزء من هويته الثقافية.
عرفت مسابقة مزاينة الإبل المدعمة من طرف هيئة أبو ظبي للتراث، والتي احتضنتها ساحة السلم والتسامح بضواحي مدينة طانطان، حضورا جماهيريا حاشدا، ومشاركات وازنة اتمرت منافسات قوية بين أشهر مُلاكي الإبل على مستوى الاقليم، للتنافس على المراكز الأولى في أشواط المزينة التي قسمت الى ثلاثة اعمار (سنة – سنتين- ثلاث سنوات) " فيما مسابقة محالب النياق، تبيح لكل مرشح المشاركة بناقتين خاليتين من الأمراض، ويتم  اختيار النوق المتنافسة من طرف  لجنة مكونة من بدو مختصين في مجال تربية  الإبل،  فيما تستبعد  تلك التي لا تتوفر على الشروط اللازمة لدخول غمار المنافسة.
وأكد مدير مزاينة الإبل في مهرجان طانطان محمد المهيري، في تصريح لجريدة سكوبريس الالكترونية: "إن المشاركات القوية والمنافسة العالية وارتفاع مستوى المشاركات التي جرت خلال منافسات المزاينة، تعكس مدى نجاح الموسم في تحقيق أهدافه، وحرص أغلب مُلاك الإبل على تربية أجمل وأحسن الإبل.
وأوضح المتحدث نفسه أن المسابقة التي كانت تجري سابقا في ثلاثة أشواط، يفوز خلالها ثلاثون كسابا، بحيث يفوز 10 منهم في كل شوط، قبل أن يتقرر، هذا العام، إضافة شوط رابع، ليصبح بذلك عدد الفائزين أربعين كسابا".
وبخصوص قيمة الجوائز المخصصة للفائزين في هذه المسابقة، يقول المهيري، "إن الفائز الأول يحصل على جائزة نقدية قيمتها عشرة آلاف درهم مغربي، ويظفر صاحب المركز الثاني بـتسعة آلاف " 9000 "درهم، والثالث بـثمانية آلاف " 8000 " درهم، وهكذا دواليك، إلى أن تصل إلى آخر فائز".
وعن الأهداف المتوخاة من وراء تنظيم هذا التباري، يوضح مدير مسابقة مزاينة الإبل انها تسعى الى المحافظة على السلالة الغزيرة باللبن"، وقد وصل منتوج إحدى النوق المشاركة في المسابقة الى ثماني كيلوغرامات و800 غرام من الحليب في حلبة واحدة، مما يؤكد بالملموس اهتمام الكسابة بهذا النوع من الإبل ".، هذا فضلا عن ضمان استمرار النشء الجديد في المحافظة على تقاليد آبائهم وأجدادهم، بالإضافة إلى خلق سوق تجاري بين ملاك الإبل.
وأردف المهيري أن مجال الاهتمام بتربية والعناية بالإبل لا يقتصر على موسم طانطان، بل يعرف اجراء منافسة ثالثة تتعلق بسباق الهجن، حيث تنظم على مدار السنة ست سباقات تمهيدية، بمعدل سباق في كل شهر، وكل سباق يتضمن 18 شوطا، وفي كل شوط يتمخض عن عشرة فائزين"، ويعود هذا الاهتمام بالجمل لما له من دور اقتصادي ينعكس بالإيجاب على الجانب المادي للمهتمين بهذا المجال في إقليم طان طانطان، نظرا لما يوفره من فرص للشغل وترويج كبير للأعلاف".
هذا، وبخصوص التعاون المغربي الاماراتي في مجال تربية الإبل أوضح المتحدث ان دولة الامارات العربية المتحدة زودت الأقاليم الجنوبية، منذ ست سنوات، بفحول من هجن الرياسة، والتي تتميز بإنتاجها الجيد، وقوتها في المشاركة في السباقات المنظمة، الى جانب تقوية النسل وتجويد منتوجات النياق.

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا