العيس بين مظاهر الوجاهة الاجتماعية والموروث التراثي لساكنة الصحراء المغربية

العيس بين مظاهر الوجاهة الاجتماعية والموروث التراثي لساكنة الصحراء المغربية
محمد صالح اكليم 29 يونيو 2024

يعتبر امتلاك العيس لدى الانسان بالصحراء المغربي مظهرا من مظاهر الوجاهة الاجتماعية، ومصدرا للكسب والعيش عند ساكنة الصحراء المغربية، فضلا عن كون تربيته تدخل ضمن التراث الثقافي للمنطقة، مما حدا بمؤسسة موكار الى اعتماده كتيمة لموسم طانطان الذي ترعاه منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم المعروفة اختصارا ب "يونسكو – UNISCO ".
تحمل الإبل، في تقاليد الترحال بعالم البيظان وسما على الرقبة او على مؤخرة الفخذ. هذا الوسم الذي يتم بواسطة كي علامة مميزة " نار" تحيل على المجموعة القبلية وعلى هويتها، يعرفه الجميع، بفضل التعلم القائم على الممارسة اليومية للرعي، هذا التعدد في العلامات يحدد بنظرة واحدة القبيلة المالكة للجمل. رغم اختلاط القطعان، لكن الإبل لا تضيع أبدا، لإنها موسومة بالنار منذ سن مبكرة، وتبقى كذلك مدى الحياة.
الراحلة
راحلة البيظان، وهي القطعة المحورية في عدة ركوب الإبل ورمز حقيقي للرعي لدى البيظان، فهي انها تجسد الحدود اللا مرأية بين عالم الناطقين بالحسانية والرعي الإبلي للناطقين بالأمازيغية الذين اعتمدوا الطارقية ـ راحلة الطوارق ـ
راحلة الطوارق: ذات الصنع المعقد، تشهد، من خلال المواد، الأشكال والتقنيات المستخدمة على المعرفة العريقة لصناع البيظان، وتوزيع المهام التي تدخل في نطاق صناعتها غاية في الدقةـ يستأثر الرجال ببعضها، في حين ان البعض الآخر مخصص للنساء. والراحلة تتحمل أعباء الزمن بامتياز هي مبعث فخر الهجان الذي ورثها غاليا عن أسلافه.
حليب الناقة:  
يعتبر حليب الناقة عنصرا أساسيا في تغذية الرحل. وتجرى عملية الحلب ب "المراح" ساحة مخصصة للنوق بالفريك أو بالمرعى، والوحيد الذي يحق له حلب الناقة الواقفة في تقاليد الرحل هو الرجل الراعي، إنه يجمع الحليب الساخن في " ادرس" - وعاء خشبي- وينبغي تقديم الحليب برغوته في "الكدحة"، والذي يمكن أيضا أن يصبح بينا بمجرد تختره أو يكون منعشا أكثر حينما يخلط بالماء " اشنين – ازريك"
ويعتبر حليب النياق رمزا للرخاء والرفاهية، ويرتبط في متخيل البيظان بعناصر الخير والبركة في الحياة، حيث يحكي الحليب عن المراعي التي رعت فيها النوق، ويمكن للبيظان التعرف من خلال طعمه على الأعشاب والنباتات، وبالتالي تحديد مسار القطيع.
الجمل محور العلاقات الاجتماعية:
ويتمحور الجمل في التقاليد العريقة للبيظان الرحل صلب كل العلاقات الاجتماعية، ويمكن تقديم "النحيرة" التضحية بناقة لإكرام الضيف والتعبير له عن الصداقة والتقدير والامتنان، فضلا عن إهداء النحيرة لزاوية او لخيمة ما" الأسرة البيضانية " برهان ساطع وملموس على الاحترام والارتباط الاجتماعي.
" التعركيبة" : هو الطقس المتمثل في تقديم النحيرة امام خيمة أحد الوجهاء، وهو اثبات مشهود للاستعداد الكامل للتحالف بين قبائل الرحل.
للإشارة فالعيس في الاموس العربي " مفردها أعيسُ وعيساءُ وهو الإبل الأبيض التي يخالط بياضها شُقْرة، وتعد من كرائِم الإبل.
وقيل فيها: كالعِيس في البيداء يقتلها الظَّمأ ... والماءُ فوق ظهورها محمولُ.



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا