قصبة تادلة تحتضن أضخم الافلام السينمائية العالمية

شكل فيلم "القلوب السوداء" في موسمه الثاني الحدث الابرز الذي ميز ايام الاسبوع الماضي، على غرار الجزء الاول الذي تكلل بالنجاح بمدينة قصبة تادلة سنة (2022)، هذا العمل السينمائي من توقيع المخرج الفرنسي من اصول لبنانية "زياد الدويري" "Ziad Doueiri" شارك فيه عدد من الوجوه السينمائية التي تعانق الشهرة من قبيل:
Nicolas Duvauchelle, Thierry Godard, Nina Meurisse, Tawfiq Jallab, Marie Dompier, Jénémy
هذه الاستضافة لهذا العمل السينمائي الضخم، يعزز انفتاح مدينة قصبة تادلة على السينما العالمية والثقافات المختلفة.. والفيلم فكرته الأساسية عن "الارهاب" وبشكل رئيسي عن أحد مجموعات داعش من أصول فرنسية الملقبة ب "القلوب السوداء"، وعن الدواعي الأمنية لفرنسا، وما يشكله هؤلاء من خطر محدق عن امن وسلامة واستقرار اراضيها.
الفيلم السينمائي يوثق في مشاهد لا تخلو من بصمة المدينة وتخومها -الشبيهة الى حد ما العراق- شظايا من الذاكرة التاريخية لحرب العراق في زمن داعش، وعن مهمة خاصة للقوات الفرنسية (مجموعة الكوماندوز 45COS/) لها علاقة مباشرة وبشكل شخصي بزميلتهم المختطفة، تقود الى البحث من اجل العثور عليها، بعرض ملحمي تتفاعل فيه كل الأدوار، والأدوات الفنية، والتجربة التي راكمها المخرج في تصوير مشاهد الممثلين وهم يتقمصون ادوار عسكرية واخرى داعشية، تحت وطأة معارك ضارية.
وفي تصريح لــــ pierre Gauthier (المشرف عن التصوير) خص به جريدة سكوبريس، فان المخرج تعامل مع النفق (القنطرة الجديدة بمؤثرات الذكاء الاصطناعي) باحترافية فائقة على اعتبار انه الحلقة الاكثر تجسيدا للأداء الفني والسبب الاول للتصوير بالمدينة، معززا الامر في التفاعل الجيد للمخرج مع هذا المشهد، موظفا فيه عنصري التشويق والاثارة.
وفي قلب هذا الحدث، انصب الاهتمام على تهيئ البيئة المناسبة والامنة للتصوير، وتوفير مناخ الاشتغال، التنظيم في اعلى مستوياته، والامن في سلم الاولويات، أضف الى ذلك انه في رحاب كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال حضر الفريق السينمائي مأدبة عشاء اقامها رئيس المجلس البلدي.
وعلاقة بالموضوع، فان هذا العمل السينمائي بهذا الحجم، شكل الحديقة الخلفية للتعريف بمدينة قصبة تادلة، وتلميع صورتها الكونية بانطباع مليح يعزز رصيدها السينمائي والسياحي (إضافة واعدة)، ناهيك عن تكوين فهم عميق عن موروثها الحضاري والثقافي (المادي واللامادي) وانعكاس ذلك ايجابا في انتعاش اقتصادي واجتماعي...
فيلم "القلوب السوداء" لمسة جيدة بيضاء على المدينة، يوثق لحمولتها التاريخية في ذاكرة الفن، ويعرف بملامحها، بنياتها الأساسية وخصوصيتها المجالية، ويبلور ثقافة الاعتراف بمدينة قصبة تادلة وما تزخر به من معالم اثرية وتاريخية.... هذا الكنز الثمين استفز فضول المخرج "الفرنسي" زياد "الدويري Ziad Doueiri0" فكان رد الاعتبار للقصبة الإسماعيلية.. تاريخ خالي من كل مؤشرات الحياة، اثار توحي انها لم تعد "مزار" اسئلة كثيرة تحاصرنا .... وحقيقة تنتظر استنطاقها.
وبحسب ثقافة التقييم، فإن الفيلم له ثلاثة أوجه، الأول هذا التناغم بين السينما والتاريخ غالبا ما يكرس قاعدة ثابتة في الأفلام التاريخية، لكنه على نقيض فيلم "القلوب السوداء" الذي تم تصويره بالمغرب بدى مثل رسالة تصل الى عنوان جديد بقلوب بيضاء. اما الوجه الثاني موجه الى تنظيم داعش برسالة راذعة عنوانها عميق، تترجم افكار المخرج والسيناريست في آن واحد، فهما يسكبان كل ما بداخلهما من فن، مشاعر، افكار وتصورات... حول الارهاب، الذي يستمرئ لغة الكراهية، والعنف الثقافي والاجتماعي، والوجه الثالث والاخير هو رؤية فلسفية عميقة لأسئلة مشروعة تصب في تقوية مناعة منظومة الاستثمار بالمدينة، ورسم مستقبلها نحو افق جديد، اقتصاديا، سياحيا، اجتماعيا، فنيا، سينمائيا ورياضيا... بما ينعكس على التنمية المحلية التي تنعكس بدورها على الأوضاع المعيشية للساكنة.
وفي غمرة اختتام التصوير ادلى الممثل الفرنسي Victor Ponteorvo بتعليق لجريدة سكوبريس قائلا: «هذه المدينة تتوفر على إمكانيات هائلة لا يراها الا الفنان نفسه»

تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس