المغرب يخلد الذكرى التاسعة والستين لملحمة الاستقلال

يوم 18 نونبر الذي يصادف هذه السنة الذكرى 69 لاستقلال المغرب، هي مناسبة أخرى لاستحضار أهم المحطات التاريخية التي تجسد كفاح ملك وشعب، بدأ مع المغفور لهما الملك 'محمد الخامس' والملك 'الحسن الثاني' لتستمر مسيرة الكفاح من أجل استكمال الوحدة الترابية مع جلالة الملك 'محمد السادس.
مسيرة طغى عليها الجانب الدبلوماسي والقوة الناعمة أكثر من اللجوء إلى القوة العسكرية لانتزاع انتصارات وكسب تأييد عدد من الدول الصديقة سواء من المحيط العربي أو المحيط الافريقي أو الغربي بل من مختلف بلدان العالم.
واليوم ونحن نخلد هذه الذكرى العزيزة على كل مغربي حر، لابد من التذكير بالمكاسب التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة باعتماده الدبلوماسية بمختلف أنواعها، والتي تتجاوز إقناع الدول للاعتراف بمغربية الصحراء، إلى مساهمتهم أيضا في إنجاح " الدبلوماسية المغربية" التي يخوضها بلدنا ضد مناوئي الوحدة الترابية.
وأهم محطات نجاح المملكة في" الحرب الدبلوماسية" تتمثل أولا في فتح قنصليات بمدينتي العيون والداخلة، ثانيا مشروع أنبوب الغاز (المغرب-نيجيريا)، الذي يمر عبر مجموعة من الدول الإفريقية عبر المغرب نحو أوربا، وهو مشروع يجمع بين القارتين. ثالثا اقترح عاهل البلاد مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي في إطار الشراكة والتعاون وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة".
هذا بالإضافة إلى المشاريع الاستراتيجية بعدد من المدن المغربية ومنها الأقاليم المغربية الصحراوية. وتتمثل في إطلاق وإنجاز عدة أوراش كبرى، من أجل تهييئ البنية التحية من طريق سيار وقطار فائق السرعة ومطارات وموانئ... بهدف، أولا جلب الاستثمارات الأجنبية في كل ربوع المملكة ومنها الأقاليم الجنوبية، وثانيا تسهيل ولوج الاشقاء من البلدان الافريقية بناء على 'مبدأ رابح رابح'، وكذلك تحقيق التنمية في الأقاليم الجنوبية المغربية.
هذه الدبلوماسية الناعمة بملامحها الاقتصادية والسياسية وبهدفها التنموي، كانت دافعا لأحد الخبراء الاوربيين وهو الخبير السياسي الفرنسي-السويسري 'جان ماري هيدت' الذي أصدر كتابا بعنوان" الصحراء المغربية أرض النور والمستقبل ". يذكر أن جان ماري هيدت الاستاذ الباحث والمراقب والخبير الدولي لدى منظمات عامة، سبق له وأن أصدر كتابا بعنوان:" الملك محمد السادس: رؤية الملك أعمال وطموحات" سنة (2019)، تحدث فيه عن التحول الاقتصادي الذي يشهده المغرب تحت الرعاية الملكية السامية.
واليوم يحاول الأستاذ الباحث جان ماري هيدت من خلال إصداره الجديد عن الصحراء المغربية والذي يقع في 352 صفحة، أن يرسم صورة عن المغرب وعن الصحراء المغربية بعيون الأكاديمي والخبير الدولي والمراقب.
تحدث "جان ماري هيدت" في كتابه عن دافع إنجازه لهذا العمل والذي يحمل عنوان " الصحراء المغربية أرض النور والمستقبل "، إذ أنه وطوال حياته المهنية ومن خلال زياراته المتكررة للمغرب علق في ذهنه زيارة لمدينة طانطان لحضور ' الموكار' وهو عبارة عن تجمع سنوي لقبائل الصحراء، تعرف من خلاله على الموروث الثقافي للمناطق الجنوبية المغربية، وهو ما كان حافزا وراء إنجازه هذا العمل.
وقد قام الرئيس السابق لحكومة إسبانيا السيد جوزي لويس رودريغيس زاباتيرو' José Luis Rodríguez Zapatero’ بتقديم هذا الكتاب، حيث قال: إن هذا العمل الذي يهدف إلى التعريف بالصحراء المغربية من خلال وصف المنطقة وغناها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، اعتمد فيه الكاتب على النهج التاريخي، وركز على موقع الصحراء الجغرافي والذي كان مصدر اهتمام وجدل في كثير من الأحيان.
وذكر الرئيس السابق لحكومة إسبانيا جوزي لويس، على أنه وجب اليوم تشجيع علاقات الصداقة والتعاون مع المغرب، من خلال تقديم نماذج للتنمية المستدامة لسكان الصحراء المغربية بما يسمح لهم بالرخاء، وفي هذا الإطار ذكر السياسي جوزي لويس على أن العلاقات الثنائية المغربية الاسبانية تشهد ترابطا متزايدا. ومع وجود برنامج طموح للتعاون الدولي والثقافي، والذي سيتجاوز انعكاسه على المغرب وصحرائه إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خصوصا منها البلدان المجاورة مثل موريتانيا والجزائر والسنيغال.
أشار السياسي الاسباني في تقديمه للكتاب على أن العمل سويا سيؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية وعلى كافة المستويات. كما أكد على أن مقترح الحكم الذاتي هو بمثابة الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية.
وأوصى الرئيس الاسباني السابق جوزي لويس بقراءة الكتاب " الصحراء المغربية أرض النور والمستقبل" لكل من أراد الاقتراب من واقع الصحراء، لتعميق المعرفة بالمنطقة، واكتشاف رؤى جديدة لها. خاصة وأننا نعيش اليوم وسط محيط إقليمي تنتشر فيه الصراعات والحروب. وهي فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب والتقريب فيما بينها ونشر السلام. من خلال الحوار والتفاوض السلمي وليس من خلال الانقسام والعنف، وأنها مهمة تتطلب الصبر وأيضا الاقتناع والتصميم من أجل السلام. بالإضافة للتطلع للمستقبل وفتح الأفق أمام الشباب من أجل مستقبل الصحراء.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس