إشراقة وطن في ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن

إشراقة وطن في ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن
محمد أعزوز 08 مايو 2025

في الثامن من مايو من كل عام، يحتفي المغرب بذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، الذي تزهو المملكة هذا العام بالذكرى الثانية والعشرين لميلاده الميمون. إنها مناسبة جليلة، تتجدد فيها مشاعر الفخر والاعتزاز بمسيرة أمة يقودها عرش علوي مجيد، ويرعاها جيل صاعد يحمل أمانة المستقبل بعزم وثبات.
التحق صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن بالمدرسة المولوية العريقة عام 2008، وهو في الخامسة من عمره، لتبدأ رحلته التعليمية في رحاب هذه المؤسسة الملكية التي تختص بتكوين الأمراء والأميرات وإعداد قادة المستقبل. تلقى سموه تعليمه الأولي ضمن فصل محدود العدد، يضم نخبة من أبناء الأسر المغربية، وفق برنامج دراسي مكثف يتضمن حفظ القرآن الكريم والتربية الإسلامية، وإتقان اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، إلى جانب العلوم الأساسية كالرياضيات والتاريخ والجغرافيا، فضلاً عن أنشطة رياضية وثقافية متنوعة يشرف عليها مدربون من الحرس الملكي والقوات المسلحة، مما أسهم في بناء شخصيته المتوازنة والمتكاملة.
ويولي جلالة الملك محمد السادس أهمية بالغة لهذه المرحلة التكوينية، حيث يحرص على متابعة البرنامج الدراسي لولي العهد شخصيًا، ويوجه بأن يحظى سموه بتربية ملكية تجمع بين الانضباط والصرامة والتشبع بالقيم الدينية والأخلاقية الرفيعة. وقد أكد جلالته في مناسبات عدة حرصه على أن يسير ابنه على النهج التربوي نفسه الذي تلقاه هو وشقيقاته وشقيقه، وهو نهج قوامه التميز والإعداد الأمثل لتحمل مسؤولية خدمة الوطن. ويستمر البرنامج الأسبوعي للمدرسة من الاثنين إلى السبت، بواقع خمس وأربعين ساعة، تشمل حصصًا دراسية أساسية، ودعمًا أكاديميًا، ومراجعات منهجية، إلى جانب أنشطة موازية تثري مداركه وتنمي قدراته البدنية والعقلية، استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل بثقة واقتدار.
عقب اجتياز سموه مرحلة البكالوريا الدولية بنجاح وبتقدير "حسن جدًا" في الموسم الدراسي 2019/2020، التحق الأمير مولاي الحسن بكلية الحوكمة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية (FGSES) التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بن جرير، واختار تخصص العلاقات الدولية، مما يعكس وعيه المبكر بأهمية التكوين الأكاديمي المتين، وحرصه على الإلمام بقضايا الحكم والإدارة، تأهيلًا له لتحمل مسؤولياته المستقبلية في قيادة البلاد نحو مزيد من التقدم والازدهار.
يواصل سموه دراسته الجامعية بتفوق ملحوظ، مع إمكانية متابعة برامج ماجستير دولية مرموقة، مثل برنامج "Science Po Paris" وبرنامج "BAMA" الذي يمنح شهادات مزدوجة بالتعاون مع جامعات فرنسية وإيطالية ضمن شبكة جامعات عالمية مرموقة. وتتم الدراسة أحيانًا عن بعد عبر تقنية الفيديو كونفرنس، بما يتلاءم مع المهام الرسمية المتعددة التي يضطلع بها سموه، مما يبرز قدرته الفائقة على التوفيق بين التحصيل العلمي والمسؤوليات الوطنية الجسيمة.
لم يقتصر اهتمام الأمير مولاي الحسن على التفوق العلمي، بل تجاوزه ليشمل مشاركة فاعلة في مختلف الأنشطة الوطنية والدولية. فقد مثل المغرب خير تمثيل في محافل دولية هامة، منها مشاركته في مراسم تشييع الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك في باريس عام 2019، وحضوره مأدبة غداء رسمية برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، مما يؤكد مكانته كسفير شاب وواعٍ لوطنه في المحافل الدولية.
يترأس سموه العديد من الفعاليات والمؤسسات ذات البعد الرياضي والاجتماعي، مثل حفل تسليم الجائزة الكبرى للملك محمد السادس للقفز على الحواجز، وافتتاح فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وحفل تخرج ضباط الأكاديمية الملكية العسكرية. كما يشارك في استقبال كبار الضيوف الرسميين، مثل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، ويشرف على إطلاق مشاريع تنموية استراتيجية، منها محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، التي تعد الأكبر من نوعها على مستوى القارة الأفريقية.
يحرص الأمير مولاي الحسن على مرافقة والده جلالة الملك محمد السادس في مختلف المناسبات الدينية والوطنية والدولية، مما يعكس التدرج السلس في تحمله لمسؤولياته المستقبلية ضمن صلب مؤسسة الحكم، ويعزز دعائم استقرار ووحدة الوطن، ويؤكد أن مسيرة المغرب نحو التنمية الشاملة والازدهار المستدام تسير بخطى ثابتة وواثقة تحت القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد.
إن اختيار اسم "الحسن" لولي العهد، ليس مجرد تسمية، بل هو رمز للاستمرارية والامتداد، وجسر يربط ماضي المغرب العريق بحاضره المشرق ومستقبله الواعد. فاسمه الكريم يستلهم سيرة جده المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وينسجم مع الرؤية المستنيرة لوالده جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي يحرص على أن يمتلك ابنه شخصيته المتميزة وطموحاته السامية، ليكون بحق خير خلف لخير سلف.
في هذه الذكرى الغالية، يجدد الشعب المغربي قاطبة عهد الولاء والوفاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، مؤكدين أن مسيرة البناء والنماء التي يقودها العرش العلوي الرشيد بكل حكمة وتبصر، ستظل خير تجسيد للتلاحم الوثيق بين الشعب وقيادته، ودليلًا راسخًا على ثقة الأمة في مستقبلها الزاهر تحت القيادة الرشيدة.
كل عام وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن بألف خير ويمن وبركات، كل عام وهو نبراس أمل يضيء دروب هذا الوطن العزيز، وقلب نابض بحب المغرب وهموم شعبه الوفي. نسأل الله العلي القدير أن يبارك في عمره، ويحفظه ذخرًا وسندًا للمغرب وأهله، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، تحت ظل القيادة الرشيدة لمولانا الإمام الهمام جلالة الملك محمد السادس، الذي لا يدخر جهدًا في خدمة شعبه ورفعة وطنه.

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا