فرنسا تترأس مجلس الامن في ظل متغيرات جديدة تتجاوز الحلول الكلاسيكية لقضية الصحراء المغربية

فرنسا تترأس مجلس الامن في ظل متغيرات جديدة تتجاوز الحلول الكلاسيكية لقضية الصحراء المغربية
محمد صالح اكليم 14 أبريل 2025

 يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الاثنين 14 ابريل الجاري، جلسة مشاورات مغلقة حول آخر التطورات في قضية الصحراء المغربية، يستمع خلالها الى تقريرين لستيفان دي ميستورا الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء، وألكسندر إيفانكو قائد بعثة القوات الأممية بالصحراء المعروفة اختصارا ب " مينورسو".
وخلافا للتوقعات التي راجت مؤخرا في كواليس مجلس الامن، والتي مفادها ان اقالة ستيفان دي ميستورا من مهمته كمبعوث اممي الى الصحراء أصبحت وشيكة بعد فشله في تحقيق أي تقدم ملموس في الملف، فان الأمين العام للأمم المتحدة سيمدد مهامه لكن بتصور وتوجه جديدين، يعكسان تغيرا لافتا في الموقف الأممي، مسندا بالدعم الأمريكي القوي والمتواصل لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، والتي اكدت واشنطن مؤخرا انها الحل الوحيد لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء.
وأفادت مصادر متطابقة أن لقاءات دي ميستورا الأخيرة مع مسؤولين أمريكيين شكلت نقطة تحول حاسمة في طريقة تعاطيه مع الملف، حيث أبدى المبعوث الأممي انسجاما أكبر مع المقاربة الأمريكية التي تدعو إلى تجاوز الحلول الكلاسيكية والمرتكزة على استفتاء تقرير المصير واعتماد المبادرة المغربية باعتبارها مخرجا جديا وواقعيا.
خارطة الطريق الأمريكية، التي تم تقديمها لدي ميستورا، تتضمن أربعة محاور رئيسية، همت التخلي التام عن أي مقترح بديل عن الحكم الذاتي، وتحويل بعثة المينورسو إلى آلية لمواكبة تنفيذ هذا الخيار ميدانيًا، وتحديد جدول زمني صارم لجولات التفاوض، مع منح مجموعة أصدقاء الصحراء في مجلس الأمن دورًا محوريًا في تسيير العملية السياسية.
تمديد مهمة الديبلوماسي الإيطالي السويدي دي ميستورا جاء جراء ضغوط أمريكية متزايدة، حيث لوحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية إعادة النظر في تمويل بعثة المينورسو، ما يشير إلى تحول استراتيجي في طريقة تعامل واشنطن مع الملف.
وبناء على ما سبق ، من المرتقب ان يعرف اجتماع مجلس الأمني الدولي تحولا كبيرا في  موقفه اتجاه قضية الصحراء المغربية خاصة بعد تولي فرنسا منذ فاتح ابريل الجاري  رئاسته، وهي  التي أصبحت داعما أساسيا للمبادرة المغربية الرامية الى إعطاء منطقة الصحراء حكما ذاتيا،  شانها شان عدد من الدول  التي لها وزن دولي من قبل الولايات المتحدة الامريكية واسبانيا مما سينعكس بالإيجاب على مسار ملف القضية ويكسر الطوق عن صراع مفتعل بالمنطقة طال امده، يزيد من معاناة المحتجزين قسرا بمخيمات تندوف التي تنعدم فيها ادنى شروط العيش الكريم.
وفي هذا السياق، تكتسي إحاطة المبعوث الأممي وتقرير قائد المينورسو أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي أهمية بالغة، حيث سيشكلان فرصة للمغرب لإعادة تأكيد مكتسباته الدبلوماسية، خاصة في ظل الدعم الذي تحظى به مبادرته السياسية من قوى دولية وازنة يدعمها وجود فرنسا كرئيس للمجلس الشيء الذي سيوفر إطارا أكثر انسجاما مع الرؤية المغربية الرامية الى التوصل إلى حل عادل ودائم ينهي الصراع المفتعل في المنطقة، ويمكن الصحراويين من العودة للعيش الكريم في وطنهم الأصلي.
الى ذلك، وفي حملة استباقية مسعورة ، قامت ابواق الدعاية  لجبهة البوليساريو، الأسبوع الماضي بشنّ هجوم حاد على ألكسندر إيفانكو، رئيس بعثة الأمم المتحدة في الصحراء "المينورسو"، واتهمته بـتسريب مضامين تقريره نصف السنوي قبل عرضه اليوم  أمام أنظار أعضاء مجلس الامن الدولي ، وأشارت الى ان التقرير يتضمن معطيات ميدانية وصفتها بـالمنحازة  وتخدم أجندة المملكة المغربية، حيث يسلط الضوء على التعاون الوثيق الذي تبديه القوات المسلحة الملكية مع عناصر البعثة الأممية، فيما تضع جبهة البوليساريو عراقيل منهجية في وجه تحركات البعثة الأممية شرق الجدار الأمني العازل، الشيء الذي يعرقل تنفيذ مهامها المتعلقة بمراقبة وقف إطلاق النار المبرمة  في شهر شتنبر 1991.



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا