الأساليب القمينة لمواجهة التوتر والضغوطات النفسية لدى الطلاب خلال فترة التحضير للامتحانات الاشهادية

تعتبر فترة الامتحانات من أكثر الفترات توترا وضغطا على الطلاب، حيث يتعرضون للضغوطات النفسية والمدرسية نتيجة التحضير للامتحانات والضغط لتحقيق النجاح خاصة بالنسبة للمقبلين على الامتحانات الاشهادية.
والتوتر ليس مرضاً بل حالة نفسية لردة فعل طبيعية نتيجة لبعض التغييرات في حياة الشخص. وهو بالنسبة للبعض شعور إيجابي وشرط أساسي لتحفيز القدرات الفكرية والاستعداد الجيد، إلا أن التوتر المفرط والإجهاد يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى الشعور بالفشل واليأس والاكتئاب.
ويرى الخبراء أنه يقع على المعلمين والأسر دورا كبيرا في تهيئة الطلبة للتعامل مع الاختبارات وتخفيف حدة الضغوط النفسية لديهم، وذلك من خلال إكسابهم مهارات إدارة الوقت، والعادات الدراسية الصحيحة، والأوقات المناسبة لها، وكيفية التعامل مع المناهج الدراسية وفق طبيعتها، فطريقة دراسة المواد الإنسانية غير طريقة دراسة المواد العلمية.
وأضاف الخبراء أنه يجب على المعلمين بناء الاختبارات وفق الأسس العلمية السليمة التي توزع الطلبة بحسب قدراتهم الفردية، فيكون مناسبا للجميع، كما على المعلمين أيضا تحديد وقت مناسب وتهيئة بيئة مريحة للطلبة أثناء الامتحان.
وأكد الخبراء بأنه لا بد من إشراك أولياء الأمور في تهيئة الأبناء للاختبار، من خلال توفير بيئة مناسبة للدراسة في البيت ومساعدة الطلبة ذوي القدرات المتدنية.
وتوضح الباحثة في علوم الوعي والتنمية النفسية سها الخمايسة قائلة:" تزداد حالات رهاب الامتحانات في البلاد العربية نظراً للاعتقاد السائد بأن قيمة الفرد تكمن في مستوى التحصيل العلمي والنجاح في الامتحانات.، ومن الأهمية بمكان أن نوضح للأبناء بأن التفوق في الامتحانات يُعدّ طريقًا نحو مستقبل أكثر يسرًا، مضيفة :" من الضروري التعامل بحكمة مع خوف الأطفال الجسدي وتقديم تبسيط كاف للمشكلة دون المبالغة في تقديره، مع ضرورة تعامل الأولياء بواقعية مع أبنائهم منذ بداية السنة الدراسية حتى فترة الامتحانات والتعامل بمنطق القوة مقابل الإكراه وإعطاء الابن الطاقة اللازمة لتجاوز الفترة عبر تحفيز النية لدى الطفل للنظر بإيجابية للمستقبل".
بدورها وفي نفس السياق، تشير الخبيرة التربوية ميرنا عسيران إلى أن مستويات التوتر قد شهدت ارتفاعا بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الطلاب وأولياء أمورهم والإطار المدرسي.
ويرتكز دور الإطار التدريسي في بعث الثقة في الطلاب للاستفسار وطلب المعرفة والتأكد من وصول المعلومة.
وتُسهم مشاعر الخوف والقلق المرتبطة بالامتحانات في التأثير سلبًا على الصحة النفسية للطلاب، كما تختلف الثقة في النفس من طالب لآخر. وعليه منذ بداية العام الدراسي، يتوجب على المعلمين والمعلمات تقييم قدرات الطلاب بشكل دقيق والعمل على سد الشغور في المادة المعرفية.
ومن الضروري أن يحرص المعلمون على عدم إثارة مشاعر الخوف لدى الطلاب، وأن يعززوا بيئة تشعرهم بالأمان، فالامتحانات ليست عقابا للطلاب وإنما هو اختبار لمهاراتهم، وعلى الطلاب تحمل المسؤولية في التخطيط لمستقبلهم.
هذا، ويمكن للإباء واولياء الطلبة المقبلين على الامتحانات الاشهادية معرفة درجة التوتر لديهم من خلال العلامات التالية:
• اضطرابات في النوم : يصبح النوم صعباً بسبب إفراز هرمون اليقظة بكميات كبيرة.
• اضطرابات الشهية : فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام (الشره المرضي) .
• القلق والانفعال الشديد والحزن والتقلبات المزاجية ونوبات البكاء.
• صعوبات في التركيز والتعبير والانتباه وكذا في اتخاذ القرار.
• صداع الرأس وآلام المعدة.
الى ذلك، يمكن للآباء والامهات توفير الجو الملائم لا بناءهم المقبلين على اجتياز الامتحانات يوم الامتحان، وذلك بتحفيزهم ونصحهم بما يلي:
• الخلود باكرًا إلى النوم للمحافظة على القدرة على التّركيز.
• تتفادى الإجهاد المتعلق بالنقل.
• عدم مناقشة المادّة مع الرّفاق قبل الامتحان مباشرة لأن ذلك قد يزيد من الارتباك ومن تشويش الفكر.
• الاسترخاء والتّركيز قبل البدء بالامتحان.
• أخذ بضع دقائق للحصول على أفكار إيجابية واستعادة الثقة بالنفس.
• تقسيم الوقت بحسب عدد الأسئلة بحيث يُعطَى لكلّ سؤال وقتًا محدّدًا، مع عدم التّسرّع في الإجابة.
• البدء بالإجابة عن الأسئلة السّهلة لأنها تُساعد على الاسترخاء وزيادة الثّقة بالنّفس.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس