هدر المال العام في دعم مهرجانات سينمائية اغلبها تنظم في مدن لا تتوفر فيها قاعة سينمائية

هدر المال العام في دعم مهرجانات سينمائية اغلبها تنظم في مدن لا تتوفر فيها قاعة سينمائية
محمد صالح اكليم 13 أغسطس 2025

وافقت لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية على منح مبلغ إجمالي قدره 25 مليون و840 ألف درهم لأربعين مهرجانا وتظاهرة سينمائية وطنية، برسم دورة يوليوز 2025، منها مهرجانات تنظم في مدن لا تتوفر فيها قاعة سينمائية واحدة.
وحسب بلاغ للمركز السينمائي المغربي، فان لجنة الدعم المكونة من خديجة العلمي العروسي رئيسة، وصباح الفيصالي، ومليكة ماء العينين، وأسماء كرميش، وإيمان مصبحي، أحمد عفاش، وبوعزة البوشتاوي، ومحمد الميسي أعضاء، اجتمعت من 22 إلى 25 يوليوز المنصرم بالرباط، وانكبت على دراسة 49 ملف طلب مرشح للدعم، واستقبلت منظمي المهرجانات والتظاهرات الذين عرضوا مشاريع مهرجاناتهم وترافعوا حولها أمامها، ليستقر رأيها في الأخير على دعم 40 مهرجانا وتظاهرة.
قائمة المهرجانات المستفيدة تصدرها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بحصوله على 12 مليون درهم، يليه المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ب 7 ملايين و500 ألف درهم، والمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بمليون درهم، ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف (800 ألف درهم)، والمهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة (450 ألف درهم).
رصد هذا المبلغ الضخم من المال العام لدعم مهرجانات اغلبها تنظم في مدن لا تتوفر فيها قاعة سينمائية واحدة، وان تواجدت فأبوابها موصده من زمان حتى اعتراها الصدأ، ونسج العنكبوت في اركانها بيوته، ما يطرح معه بإلحاح سؤال وجيه حول الفوائد التي تُحققها هذه المهرجانات؟ ومن يستفيد منها؟ وما الغاية من تنظيمها، في ظل توفر الهواتف النقالة والقنوات الفضائية العديدة المنتشرة في كل ربوع العالم والتي توفر الفرجة المطلوبة بعرض أفضل الافلام السينمائية، والتي يكفي كبس زر على لوحة التحكم لمشاهدتها من داخل البيوت.
 اما كان الاجدر ان يرشد صرف تلك الاموال المستخلصة من ضرائب الشعب، وتصرف في تشييد مستشفيات للقرب، او اقتناء سيارات اسعاف لجماعات فقيرة، أو بناء مراكز جامعية بالمناطق الهامشية، او صيانة المدارس المشيدة بالبناء المفكك، وبناء مساكن لائقة للعاملين في قطاع التعليم لتمكينهم من أداء مهامهم التربوية بأريحية، واقتناء وسائل النقل المدرسي لأبناء ساكنة الضواحي النائية. وغيرها من المجالات التي تسجل خصاصا حادا في الخدمات الاجتماعية والصحية.
وان كان لابد من صرف هذه المبالغ المتورمة، في المجال السينمائي، فكان الاجدر التفكير في خلق أستوديوهات سينمائية ومعاهد ذات علاقة بها مما سيؤمن مداخيل كبيرة للخزينة العمومية وللجماعات الترابية ، ويشجع الانتاج السينمائي ويرقى منتوجه الى درجة العالمية، او في برمجتها لترميم القاعات السينمائية وصيانتها او تخصيصها لصناعة سينما مغربية صرفة تعرض ترتثنا وتفافتنا ومؤهلات بلدنا  لجلب رؤوس الاموال للاستثمار في المملكة، بهدف خلق فرص شغل وامتصاص جيوش البطالة التي تفاقمت نسبها خاصة في مناطق المغرب غير النافع. ام ان هناك حسابات اخرى لا يعلمها الا الراسخون في تبذير مثل هذه المبالغ المالية التي كان حريا ان تصرف في مجالات اخرى لها تأثير مباشر على المعيش اليومي للمواطن.

 

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا