الذكاء الاصطناعي يخلق رجة في النماذج التقليدية للتشغيل والتكوين والتنافسية

دعا خبراء وفاعلون مؤسساتيون إلى إعادة النظر في الممارسات المهنية عقب بروز الذكاء الاصطناعي، الذي يحدث تغييرات في النماذج التقليدية للتشغيل والتكوين والتنافسية.
وأجمع المتدخلون خلال ندوة نظمت، يوم أمس الأربعاء 7 ماي الجاري، بالدار البيضاء، المنظمة من طرف جامعة الأخوين بشراكة مع مجموعة لوماتان، تحت شعار:" قابلية التشغيل والتنافسية في عصر الذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص بالنسبة للمغرب "، على أن الذكاء الاصطناعي يسرع التحول العميق في عالم الشغل.
وأكد نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مهدي التازي، في كلمة بالمناسبة، أن الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف قابلية التشغيل والوظائف بشكل عميق، مشيرا إلى نموذج مكاتب الاستشارات، التي كانت في السابق مدعوة لتعبئة 10 إلى 20 شخصا للقيام بـ تحليل البيانات أو الأبحاث، مقابل 3 إلى 4 أشخاص اليوم بفضل الذكاء الاصطناعي، كما أن عددا من المهام التي كانت تستغرق أسبوعين يمكن الآن إتمامها في 15 دقيقة.
وأبرز ذات المتحدث أن هذه التغييرات تؤثر على العديد من المجالات الأخرى، مثل الاستشارات القانونية والطب والألعاب الإلكترونية والأمن السيبراني وغيرها، مؤكدا على ضرورة خلق مهن جديدة في ظل اختفاء مهن أخرى. داعيا إلى إصلاح عميق يمكن من إدماج محتوى يشمل الذكاء الاصطناعي وتعلم الترميز في النظام التعليمي.
من جانبه، استعرض رئيس جامعة الأخوين، أمين بنسعيد، تجربة الجامعة التي تستكشف منذ عدة سنوات آليات الاستجابة بشكل أفضل للتحولات الجارية، وقال في هذا الصدد:" لقد قررنا الاستماع إلى هذا الجيل الجديد وإعادة النظر في العلاقة البيداغوجية كشراكة حقيقية مع الطلبة. أولويتنا تكمن في تطوير تكوين شامل، قائم على عادات العقل وقابلية تشغيل حقيقية ".
وأبرز السيد بنسعيد أن 10 في المائة من طلبة الجامعة يجمعون بين الدراسة والعمل، و10 في المائة يعملون داخل الحرم الجامعي، بالإضافة إلى التدريب التقليدي، مشيرا إلى أنه منذ نونبر 2022، أصبح الذكاء الاصطناعي في صلب البرنامج البيداغوجي، من خلال تنظيم ورشات عمل تهدف إلى تزويد الأساتذة بالأدوات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في جميع التخصصات، مضيفا ان طموحنا هو أن يغادر كل طالب وهو يتوفر على المهارات التي تحتاجها المقاولات.
وتميزت هذه الندوة، التي عرفت مشاركة وزير الإدماج الاقتصادي، والمقاولة الصغرى، والتشغيل، والكفاءات، يونس السكوري، بسلسلة من التوصيات المهمة، التي دعت إلى بناء سياسات تكوينية مشتركة مع الفاعلين الاقتصاديين، ومرونة مسارات التعلم.
هذا، وشكل هذا اللقاء فرصة لديبورا بارتليت، رئيسة مكتب التوظيف وريادة الأعمال بجامعة الأخوين، وفيصل لمسوغر، مدير Leyton Consulting Morocco، ومحمد زيزي، المؤسس والرئيس المدير العام لشركة جوبزين، وأمين أبو عمر، أستاذ مساعد في الاعلاميات بجامعة الأخوين، مناسبة لمناقشة وتسليط الضوء على الكفاءات المستقبلية، والتحولات في ممارسات التوظيف ومكانة الشباب في النموذج الاقتصادي الجديد الناجم عن الذكاء الاصطناعي.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس