هواري بومدين الذي أسس لعقيدة العداء ضد المغرب

هواري بومدين الذي أسس لعقيدة العداء ضد المغرب
محمد أعزوز 20 يونيو 2024

هواري بومدين أو محمد إبراهيم بو خروبة، وزير الدفاع الجزائري في اول حكومة قادت الجارة الشرقية بعد الاستقلال، وكان جزءًا من "مجموعة وجدة" التي احتضنت المملكة المغربية كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي.
ولد في 23  غشت  سنة 1932  بدوّار بني عدي (العرعرة) مقابل جبل دباغ، بلدية مجاز عمار على بُعد بضعة كيلومترات غرب مدينة قالمة من أب عربي وأم أمازيغية، و تولى منصب الرئيس في 19 يونيو 1965 بعد انقلاب عسكري دبره مع الطاهر زبيري ومجموعة وجدة على أحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر، والذي وضعه تحت الإقامة الجبرية. التي لازمها الى حين وفاة سجانه. 
بعد الانقلاب، أصبح بومدين رئيسًا لمجلس التصحيح الثوري حتى عام 1975، ثم انتخب رئيسًا للجزائر حتى وفاته في 27 ديسمبر 1978.
الأسباب الدقيقة وراء الانقلاب ليست واضحة تمامًا، ولكن قيل إنها تتعلق بالخلافات السياسية والاقتصادية بين بومدين وبن بلة. إلا أنها جاءت بعد هزيمة الجزائر في حرب الرمال التي قادها هواري بومدين والتي أُسر فيها حوالي 250 جزائري بالقرب من حاسي البيضاء، وقتل فيها 800 اخرين، وانتهت بالصرخة الشهيرة للرئيس الجزائري أحمد بن بلة: "حكرونا المغاربة.. حكرونا"
بعد إزاحة بن بلة سيقوم هواري بومدين بتأسيس عقيدة العداء الأزلي تجاه المغرب، وتشكلت هذه العقيدة خلال فترة حكمه وتمثلت في دعم جبهة "البوليساريو" عقب تأسيسها سنة 1973 ومحاولة فصل الصحراء عن جغرافية المملكة المغربية والصحراويين عن وطنهم الاصلي.
وإلى جانب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي سيوفر لها بومدين المال والسلاح، وسيعمل على تحويلها من منظمة لمقاومة الاحتلال الإسباني إلى جبهة انفصالية للإضرار بمصالح المغرب. 
ومباشرة بعد المسيرة الخضراء سيقرر هواري بومدين طرد 45 ألف مغربي كانوا يقيمون في الجزائر، يوم 18 دجنبر 1975 قبل يوم واحد من عيد الأضحى.
و لا يزال النظام الجزائري يعتمد في ايديولوجيته في الحكم على "صناعة عدو خارجي" لتصريف ازماته الداخلية، ويبني سياسته اتجاه المغرب على "عقدة المروك" التي بقيت راسخة في ذهنية عسكر الجزائر.
وأصبحت عقيدة العداء للمغرب راسخة لدى النظام العسكري الجزائري وإعلامه ونخبه وجزء من الشعب الجزائري الذي وقع في فخ النظام وأبواقه الدعائية والعدائية. حيث نجحت البروباجندا العسكرية والاستخباراتية في عملية غسل دماغه وتدجينه، وأصبح يخوض حرب "مقدسة" ضد المغرب بشكل هيستيري، بلا أخلاق وبلا ضوابط.
هذا، ولا أظن أن جنرالات الجزائر استوعبوا مقولة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه عندما خاطب بومدين قائلا: "إذا كنت تريد الحرب معي، افعل ذلك بشرف".

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا