الغلوسي: زلزال الحوز عرى عن حجم الفساد الذي طال برنامج تقليص الفوارق بجهة مراكش اسفي 

الغلوسي: زلزال الحوز عرى عن حجم الفساد الذي طال برنامج تقليص الفوارق بجهة مراكش اسفي 
محمد صالح اكليم 19 سبتمبر 2023

قال المحامي محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام:" إن كارثة زلزال الحوز قد عرت عن الفساد الذي شاب إنجاز برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي، وطالب عبر نفس التدوينة، المجلس الأعلى للحسابات بالإفراج عن "التقرير الأسود" المنجز حول التدبير العمومي داخل جهة مراكش – اسفي، متسائلا عبر نفس التدوينة حول من يوفر الحماية لبعض مسؤولي الجهة المعنية؟
وكتب الغلوسي، في تدوينة له على صفحته الخاصة بـال "فايسبوك"،:"  منذ انطلاق ما سمي ببرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي في 2017، تم إعداد 6 مخططات عمل سنوية جهوية لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية، بقيمة إجمالية تناهز 41.43 مليار درهم، أي بنسبة 83 في المائة من المبلغ الإجمالي المخصص للبرنامج نفسه. وتفيد بعض المعطيات أن الاعتمادات المحولة بلغت ما يقارب 34.60 مليار درهم، فيما بلغت الاعتمادات الملتزم بها 32 مليار درهم، أي بنسبة 94 في المائة من المبالغ المحولة. ورغم تلك المبالغ المالية الضخمة المرصودة كاستثمارات لإنجاز مشاريع لم تساهم في فك العزلة عن سكان القرى والجبال وتوفير الخدمات الضرورية في مجال التعليم والصحة وربط الدواوير بالكهرباء والماء الصالح للشرب وإنشاء الطرق وغيرها 
إنه ورغم ضخامة المبالغ المالية المخصصة لبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالمجال القروي ،فإن أثر ذلك لم يظهر على وجه القرى والدواوير وبعض المدن التابعة للنفوذ الترابي لجهة مراكش آسفي وفي مقابل ذلك ظهرت معالم الثراء الفاحش على بعض مسؤولي جهة مراكش آسفي والتي أنجز بخصوصها المجلس الأعلى للحسابات تقريرا أسودا ، لكن للأسف الشديد ظل هذا التقرير محجوزا لأسباب مجهولة لحدود الآن في الوقت الذي افرج فيه المجلس المذكور عن تقارير تتعلق بجماعات ترابية بالجهة ؟ليبقى السؤال الجوهري هو :من يوفر الحماية لبعض مسؤولي الجهة ؟؟
وتساءل الغلوسي في تدوينته: هل ستشكل كارثة الزلزال فرصة للإفراج عن هذا التقرير الأسود وتجسيد ربط المسؤولية بالمحاسبة على أرض الواقع والتدليل على أن الجميع سواسية أمام القانون؟ أم أن التمييز في اعمال قواعده سيظل سيد الموقف؟ وهل ستتجه وزارة الداخلية ومعها المجلس الأعلى للحسابات لفتح علبة الأموال الضخمة المخصصة لبرنامج تقليص الفوارق المجالية وإنجاز تقرير مفصل بخصوص أوجه صرف المال العام وإحالة المتورطين في اختلاس وتبديد المال العام على القضاء"؟
واكد رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام على ان كارثة الزلزال وحجم المأساة والأضرار الجسيمة الناتجة عنه تقتضي فتح صفحة محاسبة المسؤولين عن تدبير الشأن العام بجهة مراكش آسفي، ذلك أن تلك المناطق ظلت بعيدة عن شعارات التنمية المفترى عليها وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية وحالها يغني عن السؤال وبقيت على هامش التاريخ والجغرافيا، في حين انتعش رصيد نخب سياسية وارتقت اجتماعيا وعاشت وتعيش على الريع والرشوة والفساد وراكمت ثروات هائلة داخل وخارج المغرب. 
وختم الغلوسي تدوينته بالسؤال عن متى تدق ساعة الحساب؟

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا