كلميم/ اقبال ملحوظ على عربات الأكلات الجاهزة مع تفاقم أزمة نقص في مادة اللحوم

كلميم/ اقبال ملحوظ على عربات الأكلات الجاهزة مع تفاقم أزمة نقص في مادة اللحوم
*سعيد فغراوي 29 أكتوبر 2025

تشهد ساحة البريد في قلب مدينة كلميم اقبالا ملحوظا على عربات بيع الأكلات الجاهزة خاصة خلال فترة المساء، رغم الأزمة الراهنة التي ضربت الأسواق المحلية جراء إضراب مساعدي الجزارين. هذا الإضراب أدى إلى نقص حاد في المواد الأولية، وفي مقدمتها اللحوم، مما أثر مباشرة على قدرة أصحاب هذه العربات على إعداد وجباتهم اليومية. ومع ذلك، يستمر النشاط التجاري في الساحة دون انقطاع، مما أثار تساؤلات واسعة بين السكان حول مصادر المواد المستخدمة، سواء في الفترة الحالية أو قبل اندلاع الأزمة.

وأعرب عدد من ساكنة المدينة عن قلقهم الشديد إزاء مصدر وجودة وسلامة الأطعمة المقدمة في هذه العربات. حيث ان الأطفال والمراهقين هم الزبائن الرئيسيون لهذه العربات، ويشعر الإباء بالرعب من احتمال استخدام مواد غير صالحة للاستهلاك البشري أو غير معروفة المصدر، خاصة مع استمرار النقص الكبير في مادة اللحوم في الأسواق.

ويأتي هذا القلق في ظل غياب تام للرقابة الصحية من قبل الجهات المختصة، مثل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) والشرطة الإدارية، وقلة عدد حملات التفتيش على هذه العربات، مما يتيح الفرصة لتدهور الجودة ويشكل تهديدا مباشرا على صحة المستهلكين. كما أن معظم هؤلاء البائعين يمارسون نشاطهم دون تراخيص قانونية، ودون الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية الأساسية، مثل نظافة الأدوات، تخزين المواد، أو التخلص من النفايات بشكل صحيح. هذا الوضع يعيق قدرة السلطات على تنظيم النشاط وضمان السلامة العامة، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض المنقولة عبر الغذاء.

وفي سياق متصل، أكدت فعاليات من المجتمع المدني الكلميمي ، أن الرقابة الدورية ضرورية للتحقق من مصادر المواد الأولية المستعملة ومدى وصلاحيتها، خاصة في أوقات الأزمات. وشددوا على أن غيابها يفتح الباب أمام ممارسات غير قانونية، مثل استخدام لحوم مهربة أو مواد منتهية الصلاحية، او لحوم حيوانات غير مسموح باستهلاكها من قبيل لحوم الكلاب والحمير وغيرها.. مما قد يؤدي إلى حوادث صحية جماعية

وأمام هذه التحديات، تتزايد المطالب باتخاذ إجراءات مستعجلة من قبل السلطات المحلية من بين الاقتراحات الرئيسية: إنشاء آليات دائمة للمراقبة الصحية الميدانية، تشمل حملات تفتيش ليلية منتظمة للتحقق من جودة ومصدر المواد المستخدمة، وتشديد الرقابة على الأنشطة التجارية المنظمة وغير المنظمة على حد سواء، مع إصدار تراخيص رسمية للبائعين، وإلزامهم بالامتثال للشروط الصحية والقانونية، بما في ذلك تدريب على النظافة وخضوعهم لفحوصات دورية.

وفي انتظار تدخل الجهات المسؤولة، يظل سكان كلميم يتابعون الوضع بقلق، محذرين من أن استمرار الإهمال ما قد يحول ساحة البريد من فضاء يشهد اقبالا كبيرا كل مساء على الاكلات الجهزة إلى مصدر للكوارث الصحية.

*صحفي متدرب



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا