اكتشاف ثروات دفينة لرواسب معدنية نادرة باحتياطيات كبيرة

اكتشاف ثروات دفينة لرواسب معدنية نادرة باحتياطيات كبيرة
سكوبريس 09 أبريل 2025

مع التطور التكنولوجي، والحاجة الماسة الى المعادن الناذرة التي تشكل المواد الخام للإنتاج الصناعي الاني والمستقبلي الناتج عن ذلك التطور، يشهد العالم منافسة قوية حول هذه الثروة الدفينة بباطن الأرض مما أصبح يعرف بالمعادن الإستراتيجية.
ويبرز المغرب كلاعب رئيسي في هذا المجال، حيث اثبتت الأبحاث والدراسات المنجزة توفره على رواسب من المعادن النادرة الهامة التي لا تزال غير مستغلة بشكل كامل، وهي قيد الدراسة حاليا من قبل المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن وشركائه. 
ذكرت مجلة العلوم الأميركية "ديلي جالاكسي"، في عددها الأخير، انه إلى جانب الصين وأستراليا، اللتين تمتلكان احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة، فإن المغرب وجنوب أفريقيا هما دولتان الأفريقيتان اللتان تمتلكان رواسب كبيرة من الزنك والليثيوم والكوبالت، ويمكن أن تصبح هاتان الدولتان لاعبين رئيسيين في توفير المواد المعدنية الخام اللازمة لتصنيع البطاريات أو قطاع الطاقة المتجددة.
وبحسب بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وهي السلطة الرائدة في العالم فيما يتعلق باحتياطيات المعادن، فإن المغرب يمتلك العديد من رواسب المعادن النادرة المحتملة، مع احتياطيات لم يتم استغلالها بعد. 
يتمتع المغرب أيضًا بتنوع جيولوجي مناسب لتكوين رواسب المعادن النادرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى الصخور القلوية والكربونات، إلى جانب المعادن الأخرى. إذا كان المغرب يطمح إلى استغلال هذه الموارد الغنية، فلا بد من ضخ استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، وسيتعين على المملكة بالتالي أن تقيم شراكات استراتيجية مع مختلف الشركاء التكنولوجيين الدوليين.
وهناك تحد آخر يتمثل في إصلاح قانون المعادن المغربي الذي سيضمن سيادة الصناعة الوطنية، مما يضمن العديد من الميزات الجديدة، من أجل إعداد الأرضية بشكل أفضل لهذه الصناعات ذات القيمة المضافة العالية. ويمكن تلخيص هذه التطورات الجديدة في ثلاث نقاط:
      -إنشاء سجل تعديني لتحقيق قدر أكبر من الشفافية والحوكمة الرشيدة في القطاع.
- إنشاء لجنة وطنية للمعادن الاستراتيجية والحيوية.
- تحديد قائمة رسمية للمعادن الاستراتيجية.
ومن المشاريع التي تم تنفيذها، العمل المنجز في عام 2024، حفر أربعة آبار استكشافية للهيدروكربونات وإطلاق العديد من مشاريع البحث في المعادن الاستراتيجية والحيوية الأساسية للانتقال الطاقي في البلاد، كما نفذ المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن 44 مشروعًا لاستكشاف المعادن بقيادة تغطي مجموعة واسعة من المواد الاستراتيجية والحيوية المنتشرة في أكثر المناطق الواعدة في المغرب.  فيما يأتي إكمال المشاريع الـ 22 الأخرى نتيجة شراكات مع مشغلين آخرين، وهمت رواسب العناصر الأرضية النادرة من معدن النيوبيوم في تارغات؛ الليثيوم في بئر المام؛ النحاس في مواقع المريجة في أولاد يعقوب؛ الفضة بتازوغارت؛ الكوبالت في تيزي نوشين؛ والنيكل والنحاس في تسنت أنفجو.
كشفت أعمال الاستكشاف حتى الآن عن ثلاثة أنواع رئيسية من الرواسب: رواسب الكربونات التي تتميز بتركيزات عالية من النيوبيوم واليورانيوم والمعادن النادرة، والبيغماتيت الموجودة في رواسب أوارك، حيث يمكن أن تصل المعادن النادرة إلى 4.6 بالمائة، والرواسب الرسوبية التي لم يتم تقييم إمكاناتها بشكل كافٍ بعد، ولكنها تثبت أنها واعدة.
وعلاوة على ذلك، تشير البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن إلى أن التقدم المحرز في مشاريع الاستكشاف المختلفة مكّن من وضع تقدير أولي للموارد، وعلى سبيل المثال منجم "لحجيرة"، حيث يوجد فيه موارد تقدر بـ 372 مليون طن، مع محتوى متوسط يبلغ 0.62 بالمائة من المعادن النادرة الخفيفة. وفيما يتعلق بمشروع "لاملاجا"، فإن الموارد أكبر من ذلك، حيث تصل إلى 618 مليون طن مع 0.64 بالمائة أكسيد ومؤشر الأرض النادرة فوق 0.95 بالمائة في بعض المناطق.  



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا