ثلاثة مليارديرات مغاربة ضمن قائمة فوربس الأمريكية

ثلاثة مليارديرات مغاربة ضمن قائمة فوربس الأمريكية
محمد صالح اكليم 05 أغسطس 2025

تضمنت القائمة السنوية لمليارديرات العالم التي نشرتها، مؤخرا، مجلة فوربس الأمريكية أسماء ثلاث شخصيات رائدة في المشهد الاقتصادي الوطني للمملكة المغربية. 
واكد موقع المجلة الذائعة الانتشار على الاستقرارً الملحوظً في صدارة الثروة المغربية. مشيرة الى انه من غير المستغرب أن تحافظ الشخصيات الثلاث الرائدة في المشهد الاقتصادي الوطني على مواقعها، مما يعكس القوة النسبية للهيكل المالي للمملكة، على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية العالمية.
واوضحت المجلة الذائعة الانتشار ان عثمان بنجلون، البالغ من العمر 92 عامًا، يتصدر قائمة أثرياء المغرب بثروة تُقدر بـ 1.6 مليار دولار. بفضل إمبراطوريته المصرفية، "بنك أفريقيا"، المنتشرة في أكثر من 20 دولة أفريقية، ويواصل بنجلون تجسيد المرونة والتكيف في سياق العولمة المالية. وقد تعززت قصة نجاحه، التي نشأت من إرث عائلي في مجال التأمين (RMA)، من خلال شركته القابضة FinanceCom ذات الفروع المتنوعة، لا سيما في مجال الاتصالات.
كما يتقاسم أنس الصفريوي، مؤسس مجموعة الضحى، المركز الأول مع بنجلون، الذي يظل شخصية محورية بثروة صافية تعادل 1.6 مليار دولار. هذا الفاعل العقاري، البالغ من العمر 68 عامًا، يعد رائدا في مجال الإسكان الاجتماعي في المغرب، مستغلا في ذلك السياسات العامة لتوسيع إمبراطوريته في المدن الكبرى بالمملكة.
وجاء رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في المركز الثالث، ضمن القائمة السنوية للمنبر الاقتصادي والمالي المذكور، بثروة صافية تُقدر بـ 1.5 مليار دولار، وتُعتبر مجموعة عائلته، " أكوا" ركيزة استراتيجية في قطاعات الطاقة والغاز والكيماويات، مع شركات مدرجة في البورصة مثل أفريقيا غاز ومغرب أوكسجين. يُظهر هذا المركز التشابك المعقد بين المجالين السياسي والاقتصادي في المغرب.
عالميًا، تُهيمن شركات التكنولوجيا العملاقة بشكل ساحق، حيث لا يزال إيلون ماسك أغنى رجل في العالم بثروة قدرها 342 مليار دولار، يليه مارك زوكربيرج (216 مليار دولار) وجيف بيزوس (215 مليار دولار). ويهيمن هذا الثلاثي على قطاعات مستقبلية تتعلق بالتنقل الكهربائي، والفضاء، والذكاء الاصطناعي.
في السياق المغربي، تُعدّ قائمة فوربس أكثر من مجرد قائمة جوائز. فهي تعكس ديناميكيات القوة، والتقارب بين قطاعي المالية والحوكمة، ومؤشرًا على المسار الذي لا يزال يتعين اتخاذه نحو تنمية أكثر شمولًا. 
التحدي الآن واضح، حيث وجب فتح قمة الهرم أمام شخصيات جديدة، من ريادة الأعمال والتكنولوجيا والابتكار الأخضر، القادرة على تجسيد مستقبل المملكة الاقتصادي.
هذا، وأفادت مجلة فوربس انه تم تسجيل رقم قياسي بلغ 3028 مليارديرًا في عام 2025، بثروة إجمالية تصل إلى 16.1 تريليون دولار، الشيء الذي يعكس هذه الديناميكية رأسمالية عالمية شديدة التركيز، مما يُقلل من فرص ظهور لاعبين جدد في بعض البلدان.
الى ذلك، يثير هذا التركيز للثورة في المغرب في أيدي نفس الأشخاص تساؤلات، من قبيل أين هم المليارديرات الجدد؟ الشركات الناشئة؟ المبتكرون المُغيرون؟ مشيرة الى ان غياب الشخصيات الناشئة مرده إلى وجود بيئة اقتصادية لا تزال غير مُواتية لظهور مواهب جديدة. فبينما يُعزز الاستقرار الثقة، يُمكنه أيضًا أن يُجمّد الحراك الاجتماعي التصاعدي.

 



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا