سفيرة الاتحاد الأوروبي تعدد مجالات الثقة في المملكة المغربية

سفيرة الاتحاد الأوروبي تعدد مجالات الثقة في المملكة المغربية
محمد صالح اكليم 28 يوليو 2025

تسعى السيدة باتريسيا لومبارت كوساك، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب، لبلور مسارٌ متكاملٌ في العلاقات الأوروبية المغربية وذلك من خلال شعار يتضمن كلمة فريدة: الثقة. 
الثقة، هي الكلمةٌ الذي ترددها السيدة كوساك في خطاباتها ومقابلاتها وتفاعلاتها الميدانية، وترمي من وراء تردديها المستمر لها: ثقةٌ في السياسات العامة للمملكة، ثقةٌ في طموحاتها، ثقةٌ في استقرارها، وقبل كل شيء، ثقةٌ في دورها المحوري في المنطقتين الأورومتوسطية والأفريقية.
تندرج الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في إطار ديناميكية نموذجية، تعززها أكثر من 50 عامًا من التعاون، وتدفعها اليوم، قبل كل شيء، رؤية مشتركة للتحديات العالمية
وتؤكد السيدة السفيرة على الإنجازات الملموسة: أكثر من مليار يورو مُلتزم بها بالفعل منذ عام 2021، منها ما يقرب من 810 ملايين يورو سُددت مباشرةً إلى الخزينة المغربية، ما يُثبت علاقة قائمة على الشفافية والنتائج.
من بين المشاريع الرائدة، تُجسّد الشراكة الخضراء، وهي الأولى من نوعها بين الاتحاد الأوروبي ودولة ثالثة، تقارب وجهات النظر حول قضايا المناخ، والتحول في مجال الطاقة، والنمو المستدام. وتُشكّل قطاعات أخرى، مثل الحماية الاجتماعية، والتعليم، والصناعات الثقافية، وتنقل الشباب، والأمن والهجرة، جوهر التعاون المتعدد الأبعاد.
ولكن إلى جانب هذه التطورات التقنية، يتخذ خطاب الدبلوماسية الأوروبية منحىً سياسياً بامتياز فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية. حيث تؤكد بالقول "نحن ندرك الأهمية البالغة لهذه القضية بالنسبة للمغرب"، قبل أن تؤكد مجدداً أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لا يعترفون بما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". كما تشير إلى أن اتفاقيات التجارة الحرة الزراعية والسمكية تشمل منتجات الأقاليم الجنوبية، مما يُقرّ بحكم الأمر الواقع بانتمائها إلى الأراضي المغربية.
هذا، وفي عالم سريع التغير، ترى باتريشيا لومبارت كوساك المغرب "شريكاً موثوقاً واستراتيجياً"، قادراً على تطوير حلول مشتركة مع أوروبا لمواجهة التحديات الأفريقية والمتوسطية. وتؤكد زيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة الأخيرة إلى بروكسل هذه الرغبة المشتركة في تعميق علاقة تُعتبر نموذجية.
الى ذلك، تؤكدالسيدة باتريسيا لومبارت كوساك، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب على ان وراء الأرقام والاتفاقيات والإعلانات، تتبلور رؤية مشتركة، حيث يُطلب من المغرب، مسترشداً برؤية الملك محمد السادس، أن يلعب دوراً محورياً بين ضفتي المتوسط وما وراءهما، نحو أفريقيا.



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا