الاعتراف البريطاني بخطة الحكم الذاتي للصحراء منعطف تاريخي في علاقاتٍ عريقة

سجّلت الدبلوماسية المغربية في المملكة المتحدة منعطفًا هامًا في تاريخ العلاقات الثنائية. ففي أجواء احتفالية مهيبة، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، ألقى السفير المغربي، حكيم حجوي، اول امس الثلاثاء 29 يوليوز الجاري، في لندن، رسالة مؤثرة مفادها أن الشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة تدخل عهدًا جديدًا، في ظلّ الاعتراف البريطاني بخطة الحكم الذاتي المغربي للصحراء.
وفي حفلٍ مرموقٍ أقيم في أحد قصور لندن الكبرى، بحضور مسؤولين حكوميين بريطانيين ودبلوماسيين ومسؤولين منتخبين ومثقفين وفاعلين اقتصاديين، أشاد الدبلوماسي المغربي بـ"منعطف تاريخي" في علاقاتٍ عريقة.
ففي الأول من يونيو المنصرم، أعلنت لندن دعمها للخطة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الحل الوحيد الجاد والموثوق والبراغماتي لنزاع الصحراء، كخطوة سياسية قوية. وقد أشاد الملك بهذا الخيار في خطاب العرش، شاكرًا المملكة المتحدة على موقفها الواضح، الذي يضعها الآن في مصاف الولايات المتحدة وفرنسا، العضوين الدائمين في مجلس الأمن.
و أكد حكيم حجوي على الأهمية الاستراتيجية لهذا الدعم، قائلاً: "إن بريطانيا العظمى تنضم إلى قوى التقدم والاستقرار والمستقبل المشترك في منطقتنا". كما أكد أن هذا الزخم يفتح آفاقًا واعدة، لا سيما في مجالات التعاون الدولي والأمن والتنمية المستدامة والهجرة وتغير المناخ. مشيدا بالدور المحوري للجالية المغربية في المملكة المتحدة، واصفًا إياها بـ"بناة الجسور" بين الشعبين. وتمثل هذه الشراكة المتجددة فرصة للشركات البريطانية لتعزيز انخراطها في ديناميكيات التنمية التي تقودها المملكة، لا سيما في قطاعات السياحة والطاقة والمياه والصحة.
هذا، وبالتزامن مع هذا الخطاب، عُرض فيلمٌ يتتبع الجذور التاريخية للتحالف المغربي البريطاني - الذي بدأ عام 1213 مع الملك جون ملك إنجلترا والسلطان الموحدي محمد الناصر - مما أثار مشاعر الحضور.
الى ذلك، وخلال هذه الأمسية، لم يحتفِ المغرب والمملكة المتحدة بصداقتهما العريقة فحسب، بل أكدا أيضًا رغبتهما المشتركة في كتابة فصل جديد في شراكتهما، متطلعين بحزم نحو المستقبل.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس