أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لفيروس كورونا من الأسواق
أعلنت شركة أسترازينيكا البريطانية المصنّعة للأدوية، اليوم الأربعاء 8 من ماي الجاري، سحبها للقاحها المضاد لكوفيد " فاكسيفريا "الذي كان من أوائل اللقاحات التي تم إنتاجها خلال تفشي وباء كورونا " كوفيد 19"، بداية العشرية الثانية من هذا القرن، معللة ذلك بأسباب تجارية وفائض في الجرعات المحدّثة.
ورغم هذا التبرير غير المقنع التي تحاول من خلاله الشركة العملاقة الحفاظ على اسمها في سوق الادوية الا ان الحقيقة غير ذلك، فقد حامت شكوك حول مدى أمن وسلامة اللقاح الذي شرع في استخدامه بداية سنة 2021، حيث كشفت تقارير طبية كثيرة عن التبعات الخطيرة لهذا القاح على الانسان، من بينها احتمالية تكوين الجلطات الشيء الذي ردت عليه بأن هذه الأعراض نادرة الحدوث جداً ولا تمثل الا نسبة شخص واحد من 10 ملايين.
ونتيجة لهذا العوارض الجانبية، خصوصاً لدى صغار السن، فقد كانت التوصيات بمنع استخدام اللقاح للأطفال تحت 18 عاماً، وقامت جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة بمنع الشركة حتى من تكملة التجارب الإكلينيكية على هذه الفئة العمرية وحتى أعمار بداية الشباب.
وكان الرأي الطبي أن اللقاح يعطي أفضل نتيجة إذا تم استخدامه في بداية الأربعينات من العمر، لكن لم يتم منع مَن هم دون الأربعين مِن استخدامه إلا من يعانون من أمراض يمكن أن تضعف الجهاز المناعي للجسم، مثل الأمراض المناعية ومرضى الأورام، وكانت طريقة تناوله على جرعتين في الأغلب في الجزء العلوي من عضلة الذراع بفاصل نحو 3 أشهر.
ورغم أن حالات الجلطات الناتجة عن اللقاح كانت تبعاً للإحصائيات 3 لكل 100 ألف حالة، فإنه تم منع استخدام اللقاح في المملكة المتحدة بداية من سنة 2023، ثم بدأ العديد من المنظمات الصحية في عدة دول منعه، بعد أن ظهرت أعراض جانبية بعد أيام قليلة مِن تناوله، خصوصاً في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
وقالت الشركة إن السبب في ذلك راجع للتفاعلات المناعية نتيجة لقوة الجهاز المناعي في هذه الفئات أكثر من كبار السن. وعلى وجه التقريب كان المرضى فوق عمر السبعين عاماً أقل تعرضاً لأي أعراض جانبية حتى البسيطة منها، مثل ارتفاع درجة الحرارة.
وقالت الشركة بعد اعترافها بالأعراض الجانبية إن الآلية التي تحدث بها الجلطات غير معروفة تماماً حتى الآن، ولكن خفض الصفائح الدموية بشكل ملحوظ يعني وجود خلل كبير في عملية التجلُّط. ورغم أن أعداد مرضى الجلطات كانت قليلة، فإن بعض هذه الجلطات كانت نادرة وغريبة في الأوردة المخية وهو ما يجعل هذه الجلطات مميتة.
وفي محاولة منها لطمأنة المرضى، قالت الشركة إن حالات السكتة الدماغية التي حدثت للذين حصلوا على التطعيم بالفعل ربما تكون نتيجة الأعراض الممتدة لتأثير الفيروس التاجي "كوفيد 19" على الجهاز العصبي، ولا داعي للخوف، لكن اللقاح سوف يتم سحبه من الأسواق على أي حال.
هذا، ورغم التطمينات التي اعطتها الشركة المنتجة للقاح، فقد وانهارت المبيعات أكثر مع رفع قيود كوفيد بالكامل حول العالم وتجاوزه الأزمة الصحية العالمية
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس