جاكوب زوما يؤكد موقفه من الصحراء ويندد بمحاولة بلقنة القارة الأفريقية لخدمة المصالح الأجنبية

استغل زعيم حزب رمح الامة "أومكونتو وي سيزوي" والرئيس السابق لجنوب افريقيا السيد جاكوب زوما فرصة انعقاد مؤتمر نظمته جامعة الدراسات المهنية في العاصمة الغانية أكرا، ليؤكد دعمه اللامشروط لمغربية الصحراء، ولخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، متجاهلاً بذلك انتقادات خصومه السياسيين في بلاده
وأفادت مصادر إعلامية غانية، ان زوما أكد امام جمهور غفير من الطلاب والأكاديميين بأن "إفريقيا يجب ألا تنقسم بأي حال من الأحوال"، مندداً بمحاولات "بلقنة القارة لخدمة المصالح الأجنبية". وفي نظره، فإن اختيار غانا لدعم المغرب في هذه القضية يوضح القيادة الإفريقية الحكيمة والواضحة والشجاعة.
وشدد الرئيس الأسبق لجنوب افريقيا على ضرورة التقارب بين الرباط وبريتوريا، مشددا على أن البلدان مرتبطان بحوالي عشرين اتفاقا ثنائيا، مضيفا، أنه يجب تعزيز التعاون بين القوتين الإقليميتين ما سيمكن ذلك بأن يكون بمثابة رافعة للتكامل الأفريقي واستقرار القارة.
وأكد السيد جاكوب زوما على الموقف الذي كان قد أبداه خلال زيارته الرسمية للمغرب يوم 15 يوليوز الماضي الى المملكة، والتي التقى خلالها بوزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة. والتي أعلن في نهايتها أن مخطط الحكم الذاتي يضمن للمغرب ممارسة سيادته على الصحراء، مع ضمان استقرار المنطقة وتنميتها.
هذا، ولا زال موقف السيد زوما يثير غضب قادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، الذي أدان زيارته للرباط وزاد الاتهامات ضد المملكة. لكن زوما، الذي أصبح الآن رئيس القوة السياسية الثالثة في البلاد، مصر على اتخاذ موقفه المؤيد للمغرب، الأمر الذي أثار استياء أنصار البوليساريو في بريتوريا.
الى ذلك، يعد جاكوب زوما من أبرز الشخصيات السياسية في جنوب إفريقيا، وقد شغل منصب رئيس البلاد بين سنتي 2009 و2018، قبل أن يدخل في صراع داخلي مع قيادة حزبه التاريخي، خاصة مع الرئيس الحالي سيريل رامافوزا. ما أسفر عن واحدة من أكبر الانشقاقات السياسية في تاريخ البلاد الحديث، حيث أسس زوما حزب رمح الامة سنة 2023، والذي استعادً فيه اسم الجناح العسكري السابق لحزب ANC، الذي لعب دورًا مركزيًا في مقاومة نظام الفصل العنصري. وتمكن الحزب الجديد من استقطاب عدد كبير من أنصار زوما، خاصة في إقليم كوازولو ناتال، ما جعله قوة سياسية مؤثرة، خصوصًا بعد أن تم طرده رسميًا من حزب المؤتمر الوطني في يونيو 2025، بتهمة "الإضرار بوحدة الحزب".
للإشارة، فقد شكل الدعم الرسمي الذي أعلنه حزب MK لمغربية الصحراء تطورًا لافتًا في موقف جزء من النخبة السياسية في جنوب إفريقيا، التي ظلت تاريخيًا من أشد الداعمين لجبهة البوليساريو.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس