تقرير صحفي نرويجي ينتقد سياسة حكام الجزائر وموقفهم المتعنت من قضية الصحراء المغربية

تقرير صحفي نرويجي ينتقد سياسة حكام الجزائر وموقفهم المتعنت من قضية الصحراء المغربية
محمد صالح اكليم 24 سبتمبر 2025

نشرت مجلة "جيوبوليتيكا" النرويجية، المتخصصة في العلاقات الدولية، تقريرا مفصلا عن العبء الثقيل الذي ينهك كاهل الجزائر، ويزيد من عزلته الدولية، جراء موقفها من قضية الصحراء المغربية، واستشهد منجزو التقرير بالتغيير الطارئ في علاقة الجارة الشرقية مع فرنسا كنموذج. 
فمنذ اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء في 30 يوليو 2024، وتأكيد رئيسها ماكرون على ذلك في الكلمة التي القاها بالبرلمان المغربي خلال زيارة الدولة التي قامت بها للمملكة شهر اكتوبر من نفس السنة، قامت الجزائر باستدعاء سفيرها وكثفت من انتقاداتها لمن تعتبرها الى وقت قريب الحليف الأكبر، حيث تصاعدت التوترات، لا سيما في مجال التعاون الأمني. فيما تتهم فرنسا الجزائر بإبطاء إجراءات إعادة قبول المواطنين الذين يواجهون خطر الطرد، في حين أن قضية الكاتب بوعلام صنصال - المحكوم عليه بالسجن خمس سنوات بعد إعلانه أن فرنسا قد منحت الجزائر أجزاءً من شرق المغرب - قد فاقمت من تلك الخلافات.
وفي هذا السياق، علّقت باريس إعفاءات التأشيرات للدبلوماسيين والمسؤولين الجزائريين في غشت الماضي، في نقطة تحوّل رئيسية. في المقابل، اتخذت العلاقات الفرنسية المغربية مسارًا مختلفًا، اتسم بتقارب متزايد.
وتُشير المجلة إلى أن الخلاف بين الرباط والجزائر ينبع من دعم الأخيرة لجبهة البوليساريو، وهي حركة انفصالية مسلحة تأسست عام 1973 ولم تعترف بها الأمم المتحدة قط. بعد حرب مع المغرب وموريتانيا، وُقّع اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التطبيق في شتنبر 1991، ومنذ عام 2007، أطلق المغرب مبادرة الحكم الذاتي التي حظيت بدعم دولي واسع، خاصة من الدول الكبرى والتي لها حق الفيتو في مجلس الامن الدولي، من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا الى جانب اسبانيا والمانيا – كما وقّعت عليها أكثر من 116 دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة - بينما لا تزال الجزائر متعنتة في مواقفها ومتشبثة بأسطوانة تقرير المصير المشروخة.
هذا، وسلّط تقرير مجلة "يوبوليتيكا" الضوء على تباين المواقف بين البلدين الجارين فمن جهة، تؤكد المملكة المغربية غرب عن رغبتها باستمرار في حسن الجوار والمصالحة وحل الخلافات بطرق اخوية داعية الى راب الصدع، ممارسة في ذلك سياسة اليد الممدودة، بينما تُصرّ الجزائر على مواقفها الرافضة مما يُزيد من عزلتها على الساحة الدولية. ومع ذلك، يعتمد مستقبل المغرب العربي إلى حد كبير على قدرة قوّتيه الرئيسيتين على تجاوز نزاع موروث من الماضي.  ومن شان إن إنشاء فضاء مغاربي متكامل أن يُتيح آفاقًا اقتصادية وزراعية غير مسبوقة فحسب، بل سيُعزّز أيضًا الأمن الإقليمي في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، في عالم يشهد تحولات كبيرة، ويتسم بأزمات الطاقة والغذاء والمناخ، حيث لم يعد التعاون بين الرباط والجزائر خيارًا سياسيًا فحسب، بل أصبح ضرورة استراتيجية، وما تكثيف جهود المغرب من خلال دعواته للتهدئة، وطي صفحة الماضي الا بغاية ارساء أسس مستقبل مشترك، وهو الهدف الذي لا يُمكن تحويله إلى واقع ملموس إلا بإرادة سياسية مشتركة.



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا