كلميم/ عودة الحياة إلى طبيعتها بعد تعليق عمال النظافة لإضرابهم

تنفست مدينة كلميم مساء الأربعاء 17 شتنبر 2025 الصعداء، بعد إعلان عمال وعاملات النظافة التابعين لشركة التدبير المفوض تعليق إضرابهم المفتوح، الذي استمر يومين متتاليين وحول المدينة إلى ما يشبه مطرحا للنفايات في الهواء الطلق، حيث غطت الأزبال معظم الشوارع والأزقة، وأثارت حالة من القلق المتزايد بين الساكنة بشأن المخاطر البيئية والصحية، لاسيما وان الإضراب تزامن مع موجة حر قوية عرفتها المنطقة.
وحسب ما ورد في محضر الحوار الذي جمع ممثلي العمال بمسؤولي الشركة بحضور أعضاء بالمجلس الجماعي ومسؤولين اداريين، فقد جرى التوصل إلى اتفاق يقضي بصرف المستحقات المالية المتأخرة يوم غد الجمعة، وهو المطلب الأساسي الذي كان وراء الدخول في الإضراب. في المقابل، تقرر تأجيل مناقشة باقي المطالب المهنية والحقوقية إلى جولات لاحقة من الحوار، مما يجعل أزمة القطاع لم تحل بشكل كامل، بل جرى فقط التخفيف من حدتها بشكل آني.
تداعيات التوقف عن جمع النفايات ظهرت بسرعة في مختلف أحياء كلميم خصوصا مع غياب ثقافة تدبير الازمات لدى الساكنة التي دأبت على التخلص من مخلفاتهم المنزلية بطرق عشوائية، أضف الى ذلك وجود حاويات صغيرة. هذا الوضع سرعان ما خلق بؤرا محتملة لتكاثر الحشرات والكلاب الضالة، إضافة إلى الروائح الكريهة التي غمرت بعض الأحياء وأثرت على الحياة اليومية للسكان.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن هذه الأزمة كشفت حجم الاعتماد الكبير للمدينة على خدمة النظافة، والدور الحيوي الذي يقوم به العمال والعاملات في الحفاظ على نقاء وجمالية الفضاء العام وحماية صحة المواطنين. كما اعتبروا أن الظرفية تمثل فرصة لإطلاق نقاش عمومي حول ضرورة ترسيخ ثقافة بيئية بديلة لدى الساكنة، تقوم على حمالات توعوية منظمة للتحسيس بدور الساكنة في طرق التخلص من النفايات، مثل الحرص على وضعها في أكياس مغلقة واحترام مواقيت رميها، بما يخفف الضغط اليومي على عمال النظافة.
من جهتهم، أعرب عدد من المواطنين عن أملهم في أن تشكل عودة العمال إلى عملهم بداية لمعالجة جذرية لمختلف الإشكالات التي تعتري قطاع النظافة بكلميم، من قبيل ضعف الوسائل اللوجيستية وتراكم المشاكل الاجتماعية للعمال. وأكدوا أن هذه الخدمة الحيوية لا ينبغي أن تبقى رهينة أزمات متكررة، باعتبارها تمس بشكل مباشر صحة السكان وجودة محيطهم البيئي.
وبينما استعادت المدينة بعضا من حيويتها مساء أمس الأربعاء مع عودة شاحنات جمع الأزبال إلى شوارعها، يظل السؤال مطروحا حول مدى قدرة الأطراف المتدخلة على إيجاد حلول مستدامة تضمن استقرار القطاع، وتفادي تكرار سيناريو الأيام الماضية الذي أثبت أن غياب خدمة النظافة ولو لفترة وجيزة يعادل شللا كاملا في دورة الحياة اليومية للمدينة.
*صحفي متدرب
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس