قامت لجنة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون، يوم الأربعاء 24 شتنبر الجاري، بزيارة ميدانية إلى السجن المحلي بويزكارن، وذلك في إطار تفعيل مقتضيات اتفاقية الشراكة المبرمة بين الأكاديمية والمؤسسة السجنية بتاريخ 30 دجنبر 2024، والهادفة إلى تطوير الخدمات التعليمية والتربوية لفائدة نزلاء السجن.
تندرج هذه الزيارة في سياق بحث سبل تنزيل البرنامج السنوي المنبثق عن الاتفاقية، وكذا تعزيز التنسيق بين الطرفين للارتقاء بالعرض التربوي الموجه للنزلاء، بما يتيح لهم فرصا جديدة للتمدرس وإعادة الإدماج. 
وقد شكل اللقاء المنعقد بالمناسبة مناسبة للتداول في عدد من القضايا البيداغوجية والتنظيمية، من أبرزها التفعيل الأمثل لبرنامج "الفرصة الثانية للتمدرس الاستدراكي"، إلى جانب برمجة حصص الدعم التربوي لفائدة النزلاء قصد تمكينهم من تحضير مبكر ومنتظم للامتحانات الإشهادية.
وحضر هذا اللقاء مدير السجن المحلي لبويزكارن إلى جانب الطاقم الإداري والبيداغوجي للمؤسسة، فيما مثل الأكاديمية وفد يضم رئيس مصلحة الشؤون القانونية والشراكة، ورئيسة مكتب المنازعات بالمصلحة ذاتها، والمنسق الجهوي لبرامج التمدرس الاستدراكي، ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بمديرية كلميم.
كما ناقش الجانبان مقترحات لتعزيز برنامج الأنشطة الثقافية والفنية داخل السجن، من خلال الانفتاح على خبرات مؤسسات التفتح للتربية والتكوين بالإقليم، وكذا إدماج موظفي وأطر المؤسسة السجنية في الدورات التكوينية التي تنظمها الأكاديمية، بما يعزز قدراتهم في التأطير ومواكبة النزلاء.
وفي جانب آخر، جرى التطرق إلى آفاق توظيف التعلم الرقمي عبر تفعيل فضاءات التعلم عن بعد المتوفرة، وذلك بتمكين النزلاء من الاستفادة من حسابات الولوج للمنصات الرقمية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بما يفتح أمامهم المجال للوصول إلى محتوى تعليمي متنوع، ودروس وندوات رقمية.
إلى ذلك، قامت اللجنة بزيارة تفقدية للمركز البيداغوجي بالمؤسسة السجنية، والذي يضم ستة أقسام دراسية مجهزة، ومكتبة تربوية، وقاعتين مخصصتين للندوات والعروض التربوية، إضافة إلى ملعب رياضي يستجيب لمتطلبات الأنشطة البدنية، وقاعة متعددة الاستعمالات تحتضن مختلف الأنشطة الثقافية والفنية.
هذا، وعبر الطرفان عن انخراطهما الجاد في مواصلة التنسيق والتتبع المشترك بغية ضمان تحقيق الأهداف المسطرة في الاتفاقية، مع التأكيد على ضرورة تضافر جهود مختلف المتدخلين لضمان استدامة ونجاعة البرامج التعليمية والتربوية الموجهة النزلاء، بما يرسخ مكانة المؤسسة السجنية فضاء للتأهيل والإدماج الاجتماعي.
الى ذلك،  خلصت هذه الزيارة إلى تثمين المجهودات المبذولة داخل المؤسسة السجنية لتوفير بيئة تعليمية وتكوينية ملائمة، والوقوف على نقاط القوة والرهانات المستقبلية. 
سعيد فغراوي*