تسلل على طريقة السراق

تسلل على طريقة السراق
الدكتور عبد القادر بريهما 13 أغسطس 2025

لا زالت الجزائر تمارس أسلوبها المفضّل: النفخ في البالون المثقوب المسمّى "البوليساريو". 
مشهد عبد القادر الطالب عمر وهو يتسلّل بجانب الوفد الجزائري في قمة الأحزاب السياسية الإفريقية بغانا، بيافطة مغايرة لكل الوفود، ليس إلا عرضاً هزلياً من إنتاج وإخراج جنرالات المرادية. إنه حضور من النوع الرديء، حضور يتسلّل من الأبواب الخلفية، حضور بلا دعوة وبلا احترام، أشبه بلصّ يتظاهر بأنه ضيف شرف.
هذا التصرف لا يُسيء فقط إلى صورة هؤلاء المساكين الذين قبلوا أن يكونوا بيادق، بل يفضح الجزائر نفسها أمام القارة الإفريقية. أي قيمة لدولة تضطر لتهريب "ممثلين" لكي يحضروا اجتماعات لم يُدعوا إليها؟ أي مجد هذا حين تجرّ وراءها دولة الجزائر البئيسة أشخاصاً لا يملكون حتى مقعداً باسمهم؟ في المجتمع البيظاني، مثل هذا السلوك الطفيلي يُسمّى "السگاطة"؛ وهي عيب وعار، يُسقط الكرامة عن صاحبه، فكيف إذا كانت من تقوم به هي دولة كاملة تدّعي القوة والزعامة الإقليمية؟
هؤلاء الذين تفرض عليهم الجزائر هذا الدور ليسوا سوى دمى، تتحرك بخيوط تُشدّ من مكتب الجنرال في العاصمة. الهدف؟ محاولة يائسة لـ"لي ذراع" المغرب في المحافل الاقليمية والدولية، وكأنهم لا يدركون أن المغرب ليس ذراعاً ضعيفاً يُلوي، بل صخرة صلبة تكسر يد من يحاول العبث بها. اللعبة مكشوفة، والحركة مفضوحة، وكل مرة تتكرر فيها تزيد الجزائر غرقاً في وحل الفضيحة.
أما عن "القيمة والقوة" التي تتغنى بها الجزائر، فقد أصبحت في خبر كان. من يجرّ غيره كطفل يتيم ليتسلّل به، ثم يتركه جالساً في "أزري الحصيرة" بعيداً عن الصفوف الأمامية، لا يعرف معنى الشرف ولا مكانة الدعوة الرسمية. هذه تصرفات تُسيء قبل كل شيء لصاحبها، وتكشف أن البوليساريو ليس أكثر من ظلّ باهت تجرّه الجزائر حيث تشاء، لتقدمه للعالم كأنه كيان قائم، بينما هو في الحقيقة مجرد مسكين يعيش على فتات الأوامر القادمة من قصر المرادية الآيل للسقوط.



تعليقات الزوّار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي سكوبريس

اترك تعليقا

إقرأ أيضا